لا يمكن لكلمات عن عالم المرأة أن تحيط به أو تصف كل ما فيه بدقة؛ فإنه لا يشتمل عالم المرأة على الأزياء والموضة أو العناية بالبشرة وكل ما يخص المظهر الخارجي فقط، وإنما يمتد لتفاصيل أبعد من ذلك، إذ أن طبيعة المرأةالتيجبلت عليها تمكنها من التفكير في أكثر من اتجاه والاهتمام بأكثر من موضوع في آن واحد، وتمنح حبًا وعاطفة لأهلها وزوجها وأطفالها وصديقاتها كل على قدر ما يحتاج منها، إنها تستطيع أن تجمع كل ذلك في عالمها الذي يتسع لهذه العواطف والاهتمامات جميعًا.
إذا تلمسنا أركان عالم المرأة وبحثنا داخل عقلها فإننا نجد عالما متكاملًا، نستطيع أن نتجول الآن في بعض أركانه هذه مستكشفين بعض ما يهمها..
أولًا- العناية بالجسم
أول ركن نقابله في عالم المرأة هو عنايتها بنفسها، فحينها سيخدمها جسدها كما تخدمه، من حيث القوة البدنية وصحة البشرة ونضارتها ومن حيث الصحة النفسية بالطبع. وعليه فإنها تهتم بوجهها ويديها وشعرها وجسمها أيضًا بوسائل شتى، وتتابع كل الوصفات التي تمنحها هذه العناية بيسر.
1. تهتم المرأة أول ما تهتم بوجهها، وتعتني بنضارته وإشراقته وحمايته من أشعة الشمس أو الحبوب أَو غير ذلك من خلال المحافظة على برنامج يومي للعناية بالبشرة؛ يعتمد على بعض النصائح البسيطة من أهمها:
– شرب الماء بكمية كافية كل يوم.
– التقليل من ملامسة اليدين للوجه.
– تناول الفاكهة والخضراوات الطازجة والابتعاد عن الأطعمة السريعة أو الإكثار من الأطعمة المليئة بالتوابل والبهارات.
– مراقبة الأطعمة التي يتحسس لها وجهها مسببة لها حبوب الوجه المزعجة.
– الحرص على روتين للعناية بالوجه من الماسكات المختلفة، واختيار ما يناسبها منها دون مغالاة أو استخدام مبالغ فيه من الماسكات كل يوم، فالتوسط مطلوب في كل شيء.
2. تهتم المرأة أيضًا بالعناية بيديها، فهما كالوجه أكثر عرضة لأشعة الشمس، ولعل أفضل ما يمنحهما النضارة هو الجلسرين والخيار.
3. تاج المرأة شعرها، ولذلك فلا شك بأنها تمنحه اهتماما خاصًا، فهو زينتها التي تضفي على جمالها جمالًا، فلا بد لها من العناية به والمحافظة على بعض النصائح كشرب الماء وتناول الأطعمة التي تحوي الحديد والزنك والحرص على صحتها الجسدية فالأنيميا مثلًا تؤثر على الشعر، وكذلك صحتها النفسية فالقلق والحزن والانفعال والاكتئاب كل ذلك يؤثر بدرجات على صحة شعرها.
4. تعتني المرأة بجسدها كله من خلال المحافظة على بعض التمارين وممارسة بعض العادات المفيدة كالاستيقاظ مبكرًا، واستنشاق الهواء الصحي وممارسة بعض تمارين التنفس، ومن خلال ممارسة بعض التمارين الرياضية البسيطة في المنزل أو ممارسة رياضة المشي أو الذهاب لصالات الألعاب الرياضية.
ثانيًا- العناية بالصحة النفسية
فالمرأة كما ذكرنا جبلت على عاطفة متدفقة تحتاج لتهذيبها ولخدمتها، وتحتاج إلى نفسيتها مرتاحة لتعينها على مواصلة الحياة وآداء مهماتها.
ومن أجل ذلك فلا بد لها من تناول وجبة تحبها من حين لآخر، والبحث عن هواية تنميها وتفرغ فيها بعض الطاقة، وبالطبع الحرص على تناول الطعام الصحي، والبحث عن أنشطة مختلفة تجدد نشاطها.
ثالثًا- العناية بالمظهر الخارجي
الركن الثالث في عالم المرأة هو الاهتمام بالمظهر الخارجي ومتابعة صيحات الموضة الجديدة والبحث فيها عما يلائمها ويتناسب معها.
فتهتم بالملابس والحجاب والأحذية والشنط والبحث عن أحدث الألوان والتصميمات والماركات الشهيرة لتكتمل أناقتها.
كما تهتم بالاكسسوارات التي يكتمل بها مظهرها الخارجي في أبهى صورة سواء باختيار الساعات أو الاكسسوارات أو الأحزمة، واختيار عطر يلائمها لتكتمل به طلتها.
رابعًا- العناية باختيار شريك حياتها
تنعم المرأة بعالم هادئ مليء بالحب غير المشروط في بيت أهلها، وتبحث عن نفس العالم أو أفضل منه في بيتها الخاص ولذلك فإنها تخصص جزءًا من عالمها الخاص منذ طفولتها لبناء صورة حتى وإن بدت خيالية بعض الشيء في بادئ الأمر، لكنها كلما نضج تفكيرها كلما نضجت في اختيار معايير اختيار زوجها، وكما حثّ النبي الرجل بأن يظفر بذات الدين فإنه على الجانب الآخر حث أهل المرأة على اختيار من يرضون دينه.
خامسًا- العناية بمنزلها
تهتم المرأة بمنزلها اهتمامًا بالغًا كما لو كان أحد أطفالها، فبدونها لا يستقيم المنزل وتنقص مملكتها شيئًا فشيئًا بريقها إن أهملت في الاهتمام بها. ولذلك فإنها تهتم باختيار أركان البيت وديكوراته، أو أنها تعمل دائما على التجديد فيها وتغيير تنظيمها من حين لآخر فضلا عن الاهتمام بنظافة منزلها وترتيب مقتنياته. وينصب اهتمامها الأكبر على مطبخها إذ تصنع فيه بكل الحب رغم الجهد والعناء ما تقوم به أجساد أسرتها من قوت وطعام، ومن أجل ضمان الراحة والهدوء فإنها تحرص على تنظيمه وتوزيع مقتنياته بشكل يسهل عليها استعمالها متى احتاجت إليها بسهولة.
تهتم كذلك المرأة بإضفاء البهجة على المنزل وبدونها تجد بيتًا هامدًا يابسًا تخلوه الحركة والروح وإن كان في غاية النظام.
سادسًا- العناية بأولادها
إنه الدور الذي لا تبرع فيه إلا المرأة، حين تحتوي أطفالها بعاطفة تغمرهم، وتزرع فيهم المثل والقيم وتربيهم وتشاهد زرعتها وهي تنمو أمام عينيها فتستثمر فيهم كل جهدها وطاقتها إن استطاعت، فيبدون كما لو كانوا عالمها الأول والأخير ولا يسكن عالمها سواهم من صدق عطائها.
سابعًا- الاهتمام بصديقاتها
بالطبع فإن عالم المرأة يحتاج لصديقات يشاركنها خطواتها واهتماماتها حتى وإن كانت صديقة واحدة تستمع إليها وتدعمها وتساندها، وتشاركها بعض المغامرات والمتع والأسرار.
ثامنًا- اهتمامها بالعمل والتعلم
تحتاج المرأة إلى ملء أوقات فراغها بما يفيد، إما بتكريس وقتها هذا لتلقي العلم أو القراءة لتثقف نفسها وتواكب تطورات عصرها فتنفع نفسها بهذا العلم، وتشاركه مع من حولها وزرعه في أبنائها في بيت مثقف غير سطحي.
أو استغلال بعض طاقاتها التي تبرز فيها وتدخل في ميدان العمل من أجل خدمة مجتمعها وتنميته، وعدم إضاعة الوقت فيما لا ينفع أو فيما يقتصر على الترفيه فقط ولا يصلح كأسلوب حياة كمتابعة التلفاز فقط أو متابعة مواقع التواصل الاجتماعي دون هدف من أجل إضاعة الوقت ليس إلا.
عالم المرأة لن تنتهي من التجول فيه فضلا عن الوصول إلى أعمق نقطة في كل ركن من أركانه، فهي بحر زاخر بالكنوز المختبئة والخيرات التي تود كل امرأة أن تمنحها لمن حولها من أهل أو أسرة أو أصدقاء أو مجتمع أو وطن.